الفقر ليس عيب ولا عار

الفقر ليس عيبا وليس عاراً

الفقر ليس مقياساًُ للرجل أو المرأة

وافتخر بكوني فقير مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقد قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت طاوياً (جائعاً بلا طعام) ليالي.. ماله ولا لأهله عشاء، وكان عامة طعامه الشعير، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، وكان يقول: (اللهم توفني فقيراً ولا تتوفني غنياً، واحشرني من زمزة المساكين).
وقد دخل صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي تطحن بالرحى، وعليها كساء من وبر الإبل فبكى وقال: (تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة).
صدق رسول الله

لعل آفة مجتمعنا ( المودرن ) هو عدم التمييز بالجوهر والتمييز بالمنظر

ولعل من سخرية هذا المجتمع أن لقب استاذ اصبح يمنح للرجل ذو المال حتى ولو كان أمياً

الفقير ليس ذنبه قد يعمل ويجد في عمله ولكن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى

قال تعالى : ( إِِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً )صدق الله العظيم

هل لان الفقير فقير؟!

ابنه إن مرِض تغاضى عن متابعة ذلك المرض خوفا من المصاريف في المشافي فتتضاعف حالته الصحية وربما مات هذا الطفل بغفلة عن المجتمع المحيط ووالده يبكي عليه دون ان يستطيع ان يفعل شيئا دون أن تهتز شعرة واحدة لـ اصحاب المقامات الرفيعة والحسابات البنكية الساهرين في المطاعم والنوادي

هل الفقير ليس من خلق الله عز وجل !

هل لايحق لابن الفقير ان يلعب ويعيش طفولته قبل ان تغلبه الدنيا بمشاغلها

هل لايحق لاولاد الفقير لبس الملابس الجديدة إلا في الاعياد وغالبا ما يمضون هذه الاعياد بملابس العيد الماضي

وأيضا لا يعرف في هذا العالم غير مدينته لا يستطيع ان يسافر كما يسافر الاخرين

فرب العمل يمص دمه من أجل لقمة العيش ،لم يعد لديه وقت للتفكير في أي شيء سوى الركوض وراء عمله من اجل حفنة من الدراهم أو الليرات

ابناء الفقير لا تستيطع ان تعتمد على مدرسين خصوصيين من اجل تقويتهم في المواد الدراسية الصعبة فيفهمون المواد باسلوبهم وبما يجود عليهم المدرسين في المدرسة الذين اغلبيتهم لم يعد يهم النوع في التدريس بل يفكرون بكم من الطلاب سيأخذون عندهم دروس إضافية

ألايحق للفقير ان يعبر برأيه عن أي مشكلة في المجتمع وقد يكون رايه السديد

حتى في الاجتماعات على مستوى قرية مثلا فالوجاهة في هذه القرية من الاغنياء وربما بعضهم ( الاغبياء ) فهم من يقرروا مصير القرية ووضع دستورها وما على الفقراء سوى الطاعة وقد يكون من هؤلاء الفقراء اناس ثقافتهم تفوق ثقافة هذه لوجاهة مجتمعين .

ولعل قول ابن الاحنف يعبر عما نحن فيه

يمشي الفقير وكل شئ ضده
والناس تغلق دونه ابوابها

وتراه مبغوضا وليس بمذنب
ويري العدواة لا يرا اسبابها
حتى الكلاب اذا رات ذا ثروه

خضعت لديه وحركت اذنابها
واذا رات يوما فقبرا عابرا
نبحت عليه وكشرت انيابها

فكم من شاب أحب فتاة وحال بينهما المستوى المادي

ووقف أهل الفتاة في وجه ذلك المحب من أجل المال دون النظر إلى أخلاقه ودينه وثقافته وسمعته الحسنة

وكم من بيت دمر ت فيه الحياة الزوجية للسرعة في تزويج الفتاة ( أو بيعها ) من رجل ذو مال لكن سمعته لم يسمع عنها الأهل ولم يسألوا عنها لتكون المفاجأة بعد فوات الاوان ان ذلك الرجل كان محتالا ذو سمعة سوداء ولكن اغراهم المال

انقلبت المفاهيم في مجتمعنا للأسف عندما يتقدم عريس لفتاة لا يسألوا ماهي شهاداتك او ماهي اخلاقك بل يسالوا كم رصيدك بالبنك وماهو موديل سيارتك واين موقع قصرك ؟ !

مجتمعنا انهار للأسف تخلت الطبقات المخملية عن مسؤوليتها

فلننظر إلى المشافي وإلى دور الايتام مثلا هل هناك رعاية كافية من الطبقات الميسورة للأسف

لا إلا ماندر

الملايين من الاطفال والمرضى نستطيع ان ننقذهم لو تكاتفنا واتفقنا وانفقنا في سبيل الله

الملايين من المشردين نستطيع ان ننقذهم لو وفر منا كل فرد 5دقائق من حديث لا فائدة منه بالهاتف الخليوي ودفع قيمة هذه الدقائق إلى اقرب جمعية خيرية مثلا

كم من الاطفال اليتامى نستطيع ان ننقذ لو قررنا عدم الاشتراك لمدة شهر في باقة فضائية ودفعنا الاشتراك إلى دور الايتام

وكم وكم ؟!

اخواني يا ابناء المجتمع لنسمع ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(ليس المسلم الذي يشبع ويجوع جاره )
فعلينا اولا ان نسأل عن جيراننا فإذا كان جارك بخير انت بخير

وتاكدوا في النهاية أن القضاء على الفقر هو قضاء على بيئة خصبة للفتنة أو الرزيلة فالفقر يجعل نفس الفرد اكثر ضعفا مما يسهل لعمل الشيطان

روعه تسلمم